Arabic summary/translation of ‘New Zealand’s surprising relationship with the Middle East’

Below is an Arabic summary/translation of my article ‘New Zealand’s surprising relationship with the Middle East’, originally published in English for the Democracy Project on 29 November 2020. The summary/translation was produced and kindly offered for republication here by Mohammed Dagamseh of the Embassy of the State of Kuwait, Wellington:

علاقة نيوزيلاند في الشرق الأوسط بين الحاضر والمستقبل

في مقال للكاتب والمحلل السياسي Geoffrey Miller منشور له في جامعة فيكتوريا في ويلينغتون في مشروع معهد الديمقراطية/ Democracy Project أشار فيه إلى العلاقات النيوزيلاندية الشرق أوسطية في الوقت الحاضر والمستقبل مركزاً فيه على العلاقات العسكرية، والتجارية، والشعبية، والدبلوماسية، والوزارية. وتساءل ميلر في مقاله عما إذا كان ينبغي على نيوزيلاند إعادة تنظيم علاقاتها مع الشرق الأوسط على مستوى الاستراتيجيات الحالية، الأفكار والتعاملات وبناء العلاقات طويلة الأمد، والقيام بالأبحاث الاستراتيجية، ونقص المعرفة بمنطقة الشرق الأوسط. كما أشار في مقاله الى العلاقات النيوزيلاندية بمنطقة أسيا وتساءل إذا ما كان بالإمكان اعتبار العلاقات الاسيوية مع نيوزيلاند نموذج يتبع في المستقبل في العلاقات النيوزيلاندية مع الشرق الاوسط.
وقال تعد علاقات نيوزيلاند بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) أطول وأعمق مما قد نتوقعه. ففي أوقات مختلفة على مدى المائة عام الماضية، تم نشر القوات النيوزيلاندية من تونس في الغرب إلى إيران في الشرق، وفي التجارة، أثبتت الصادرات الزراعية النيوزيلاندية أنها مكملة إلى حد كبير لاقتصادات الشرق الأوسط التي غالبًا ما يهيمن عليها إنتاج النفط والغاز. وعلى مدار العشرين عامًا الماضية، شهدت نيوزيلاند عددًا متزايدًا من المهاجرين الاقتصاديين واللاجئين من الشرق الأوسط حيث تم تسليط الضوء على هذه الحقيقة للأسف من خلال هجمات مسجد كرايستشيرش عام 2019، والتي جاء ضحاياها من مصر والأردن وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والصومال وسوريا، وكذلك من العديد من الدول الإسلامية الأخرى.
وأشار ميلر إلى التعاون العسكري بين نيوزيلاند والشرق الأوسط وقال إن تاريخ نيوزيلاند الطويل في المشاركة العسكرية مع الشرق الأوسط يرمز إليه وزير الدفاع نفسه، رون مارك/ Ron Markمن نيوزيلاند حيث أمضى مارك معظم الثمانينيات منتشرًا كجندي في الشرق الأوسط يخدم مع كل من الجيوش النيوزيلندية والعمانية ومن ثم تم تعين مارك كعضو افتتاحي في القوة متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO)، حيث تأسست هذه القوة في عام 1982 لتسيير دوريات في شبه جزيرة سيناء ، بعد إعادتها إلى مصر كجزء من معاهدة السلام مع إسرائيل بموجب اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978 مما يجعلها واحدة من أطول عمليات الانتشار العسكرية المستمرة لدى نيوزيلاند. وكانت ولا تزال نيوزيلاند ترسل قوات حفظ سلام إلى مهمات قديمة في لبنان وإسرائيل ومهمات جديدة في البحرين وإيران والكويت والعراق وأفغانستان وقطر والصومال وسوريا وجمهورية جنوب السودان وتدار تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO).
واستطرد الى العلاقات التجارية وبيًن أن اقتصادات نيوزيلاند والشرق الأوسط متكاملة للغاية حيث تلبي نيوزيلاند معظم احتياجاتها النفطية من خلال الواردات من الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية. وفي الاتجاه الآخر، نيوزيلاند هي بالطبع المثل لحليب المملكة العربية السعودية، حيث تحظى منتجات الألبان النيوزيلاندية بتقدير كبير من قبل المستهلكين في الشرق الأوسط وتعتبر الزبدة النيوزيلاندية شائعة في ثلاجات البيع في مصر والخليج. وفي مجال اللحوم، كان نجاح نيوزيلاند بلا شك مدعومًا بقوة الدولة في إنتاج لحوم البقر والضأن واستعداد الصناعة منذ السبعينيات لتطوير برامج شهادات الحلال حيث أكثر من ربع صادرات اللحوم النيوزيلندية هي حلال، وفقًا لجمعية صناعة اللحوم.
وأضاف أن إيران كانت واحدة من أوائل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي اعترفت بإمكانات نيوزيلاند في السبعينيات، بعد لقاء صدفة بين رئيس الوزراء آنذاك نورمان كيرك ووزير الخارجية الإيراني في الأمم المتحدة في نيويورك عام 1973 وأعقب ذلك زيارة الشاه لنيوزيلاند في عام 1974 وسرعان ما أصبحت إيران واحدة من أكبر أسواق التصدير في نيوزيلاند، وهي علاقة استمرت حتى بعد الثورة الإسلامية في عام 1979. وبحلول الثمانينيات، أصبحت إيران واحدة من أكبر أسواق التصدير في نيوزيلاند، حيث استحوذت على ربع خراف نيوزيلاند. في الوقت الذي كانت فيه نيوزيلاند تبحث بشدة عن أسواق جديدة بعد دخول بريطانيا إلى السوق المشتركة، وأصبحت إيران إلى حد ما منقذ لنيوزيلاند.
وأشار الى أقوى الروابط التجارية لنيوزيلاند في الشرق الأوسط اليوم حيث تقع في منطقة الخليج وتعد الإمارات العربية المتحدة عاشر أكبر شريك تجاري لنيوزيلاند، وفي أماكن أخرى في الخليج، تعد المملكة العربية السعودية المجاورة ثاني أكبر شريك تجاري لنيوزيلاند في الشرق الأوسط والشريك التجاري الخامس والعشرين لنيوزيلاند بشكل عام. وقال ميلر ربما ليس من المستغرب أن دولتين خليجيتين، تقعان في شبه الجزيرة العربية الغنية والغنية بالنفط، هما أكبر أسواق نيوزيلاند في الشرق الأوسط، ولكن ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الدور الداعم الذي تقوم به البلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى في البلدان التي تشهد اضطرابات كبيرة مثل “الجزائر”، فعلى سبيل المثال، احتلت الجزائر المركز الثامن والثلاثين بين أكبر شريك تجاري لنيوزيلاند وثالث أكبر سوق لمنتجات الألبان في نيوزيلاند. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التصنيفات التجارية ثنائية الاتجاه لا تكشف دائمًا عن الأهمية الحقيقية للأسواق بالنسبة لنيوزيلاند. حيث تحتفظ نيوزيلاند بفوائض تجارية كبيرة مع العديد من الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فعلى سبيل المثال، تبيع نيوزيلاند ما يقرب من 500 مليون دولار من الصادرات إلى الجزائر كل عام؛ في المقابل، استوردت نيوزيلاند ما قيمته أقل من 50 مليون دولار من السلع والخدمات من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. في الواقع، تعد الجزائر ثالث أكبر سوق لمنتجات الألبان في نيوزيلاند. بعبارة أخرى، الجزائر والنمسا شريكان تجاريان متماثلان الحجم لنيوزيلاند (المرتبة 38 و39 على التوالي) من حيث التجارة ثنائية الاتجاه. لكن نيوزيلاند تستورد من النمسا (أربعة أضعاف) أكثر بكثير مما تصدر لها، وهو عكس العلاقة التجارية بين نيوزيلاند والجزائر. ومن بين الشركاء التجاريين الرئيسيين الآخرين لنيوزيلاند تركيا (المرتبة 44) ومصر (المرتبة 46) وإسرائيل (المرتبة 55) وقطر (المرتبة 63) وعمان (المرتبة 68) والكويت (المرتبة 72).وأشار الى العلاقات الدبلوماسية بين نيوزيلاند والشرق الأوسط حيث افتتحت نيوزيلاند سفاراتها الأولى في الشرق الأوسط في العاصمة العراقية، بغداد، والعاصمة الإيرانية طهران، في عام 1975. وتم افتتاح سفارةً لها ايضاً في العاصمة السعودية، الرياض، بعد عقد من الزمان في عام 1985 ولكن تم إغلاق السفارة في بغداد في عام 1991 بعد حرب الخليج وتم افتتاح سفارة في العاصمة التركية أنقرة في عام 1993، ردًا على افتتاح سفارة تركية في ويلينغتون قبلها بعام. وعلى النقيض من ذلك، شهد العقد الماضي توسعًا ملحوظًا في كلا الجانبين. حيث فتحت نيوزيلاند سفارتها في العاصمة المصرية القاهرة في عام 2007 وفي أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة في عام 2011، كما أعادت نيوزيلاند فتح سفارتها في بغداد داخل السفارة الأسترالية في عام 2015 وذلك على الأرجح لدعم تعزيز الوجود العسكري لنيوزيلاند في العراق كجزء من التحالف ضد داعش. وفي الوقت نفسه افتتحت المملكة العربية السعودية سفارتها الأولى في ويلينغتون في عام 2014، وحذت الإمارات والكويت حذوها في عام 2015 و2016. هذا يعني أن ست دول شرق أوسطية لديها سفارات في ويلينغتون وهي “مصر وإيران وإسرائيل والكويت والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة”، بينما يوجد لنيوزيلاند سفارات في عواصم كل هذه الدول باستثناء الكويت. وعلى الرغم من هذا التوسع الا ان نيوزيلاند لم تفتح سفارة لها في إسرائيل وتواصل خدمتها عبر سفارتها في أنقرة. ولكن فتحت إسرائيل سفارة في ولنجتون عام 1975 وأعادت فتحها عام 2010 بعد إغلاق دام ثماني سنوات لأسباب مالية. كما تم تعليق العلاقات الدبلوماسية مع نيوزيلاند لمدة ستة أشهر في 2016 بعد أن شاركت نيوزيلاند في رعاية قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين بناء إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية. وأشار ميلر إلى أن نيوزيلاند تخدم تسع دول أخرى في الشرق الأوسط من خلال اعتماد سفراء في عواصم إقليمية أخرى وهذه الدول هي الجزائر والبحرين والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وسلطنة عمان وقطر ويقيم جميع السفراء غير المقيمين في كانبرا، باستثناء البحرين في (جاكرتا) وعمان في (طوكيو). في المقابل، يوجد لدى نيوزيلاند 12 سفيراً غير مقيم في كل من الجزائر والبحرين وإسرائيل والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وسلطنة عمان والسلطة الفلسطينية وقطر وتونس. ويوجد سفراء نيوزيلاند غير المقيمين في أنقرة (للأردن وإسرائيل) والقاهرة (للجزائر ولبنان وليبيا والسلطة الفلسطينية وتونس) ومدريد (للمغرب) والرياض (للبحرين والكويت وسلطنة عمان) وأبو ظبي (لقطر).
كما استطرد الى الزيارات الوزارية وقال نادرًا ما زار رؤساء وزراء نيوزيلاند الشرق الأوسط حيث افتتحت هيلين كلارك سفارة نيوزيلاند خلال زيارتها إلى القاهرة في عام 2007 وزارت أيضًا العراق والإمارات العربية المتحدة وتركيا خلال فترة عملها. وفي عام 2015، أصبح جون كي أول رئيس وزراء نيوزيلندي يزور المملكة العربية السعودية وقام أيضًا بزيارات إلى الكويت وتركيا والإمارات العربية المتحدة. أما الحكومة الحالية، فلم تقم جاسيندا أرديرن بزيارة الشرق الأوسط بعد. ولكن تم إرسال ونستون بيترز نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية السابق لحضور اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC) والتي عقدت في اسطنبول بعد وقت قصير من هجمات مسجد كرايستشيرش في عام 2019 وزار ونستون بيترز الإمارات والكويت وقطر أيضًا في وقت لاحق من ذلك العام. اما من الشرق الأوسط، فكانت هناك زيارات متعددة لنيوزيلاند على مر السنين، وخاصة على مستوى وزراء الخارجية. فمثلا زار وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ويلينغتون في عامي 2016 و2018، وزار وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل نيوزيلاند في عام 2017، وزار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وولي العهد الأردني الأمير الحسن بن طلال نيوزيلاند بعد وقت قصير من هجمات مسجد كرايستشيرش في عام 2019.
كما اشار الى العلاقات طويلة الأمد حيث أشار الى افتقار التنسيق الحقيقي بين الحكومات النيوزيلندية المتعاقبة، كما يتعارض نهج المعاملات النيوزيلاندية قصيرة المدى مع الثقافة العربية والشرق أوسطية، مما يشجع على تعزيز العلاقات طويلة الأمد. فمن وجهة نظره، تفتقر نيوزيلاند إلى استراتيجية طويلة المدى تجاه الشرق الأوسط. ويمكن القول إن الجزء الأكبر من مشكلة نيوزيلاند في الشرق الأوسط هو نقص المعرفة المؤسسية حول المنطقة تظهر نتائج الاستطلاع من مؤسسة آسيا ونيوزيلاند أن معرفة النيوزيلنديين بالشرق الأوسط ضئيلة مقارنة بـ آسيا وأوروبا. وأشار الى ان مشاكل نيوزيلاند تبدأ باللغة حيث أنه لا يتم تدريس أي من اللغات الرئيسية في الشرق الأوسط “العربية أو العبرية الحديثة أو الفارسية أو التركية” في جامعات نيوزيلاند. كما يعد تجاهل اللغة العربية أمرًا صارخًا بشكل خاص، نظرًا لأنها اللغة الوحيدة من لغات الأمم المتحدة الست التي لا يتم تدريسها في جامعات نيوزيلاند.
وأكد على أن تعلم وفهم المزيد عن الشرق الأوسط كلغاته وثقافته وأديانه شرطًا مسبقًا ضروريًا لبدء لعب دور أكثر نشاطًا في مساعدة الشرق الأوسط على حل مشاكله، وقد تكون البداية المفيدة للحكومة من خلال توفير التمويل لمعهد تقوده الجامعة على غرار مراكز التدريس في آسيا والمحيط الهادئ. فمن خلال فهم الشرق الأوسط بشكل أفضل، يمكن لنيوزيلاند أن تقدم مساهمة أكبر في جهود السلام في المنطقة بالطريقة نفسها التي تفعلها دول الشمال الآن. النرويج، على سبيل المثال، لعبت تاريخيًا دورًا رئيسيًا في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والذي تجسد في مشاركتها في اتفاقيات أوسلو الموقعة في عام 1993 وتواصل النرويج توفير مبعوث خاص للعملية حتى اليوم، وبينما هناك دبلوماسي نرويجي آخر، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا.
وأنهى ميلر مقاله مشيراً إلى أن الحوافز طويلة الأجل لنيوزيلاند لتصبح أكثر انخراطًا في الشرق الأوسط واضحة في ظل الصراع العميق، وتعد المنطقة بالفعل سوقًا جذابة للغاية لمصدري نيوزيلاند، وستكون الإمكانات الاقتصادية دون صراع أكبر بكثير ولكن الدوافع لا ينبغي أن تكون مجرد دوافع مالية. فبصفتها دولة ديمقراطية صغيرة غير مرتبطة بكتلة قوة كبرى، تمتلك نيوزيلاند فرصة قوية للارتقاء إلى مستوى سمعتها “كمواطن عالمي صالح” ولعب دور أكبر في مساعدة الشرق الأوسط على حل مشاكله.

You may also like...

geopolitics.nz - Understand the world through New Zealand eyeswww.geopolitics.nz
+